رفعت العرعير: رمز الثبات في الأدب فلسطين
الدكتور رفعت العرعير، أكاديمي وكاتب وشاعر فلسطيني من قطاع غزة، وُلد في 23 سبتمبر 1979 واستشهد في 6 ديسمبر 2023. عُرف بتفانيه في تدريس الأدب الإنجليزي والكتابة الإبداعية في الجامعة الإسلامية بغزة، وكان من مؤسسي مشروع “نحن لسنا أرقامًا” الذي يهدف إلى إبراز معاناة الغزيين وتعزيز قوة القصة كأداة للمقاومة. حسابه على منصة أكس ‘Refaat in Gaza’ الذي يتابعه حوالي 95,000 متابع، كان مصدرًا مهمًا وأحيانًا هزليًا للمعلومات عن غزة، يعكس صمود وروح شعب غزة.
عاش رفعت حياة مليئة بالتحديات تحت وطأة الاحتلال، وشهد على فقدان أحبائه في الحروب المتتالية على غزة، بما في ذلك حرب 2014 التي قُتل فيها شقيقه وأفراد من عائلة زوجته. رغم ذلك، واصل رفعت مسيرته الأكاديمية والأدبية بشجاعة، حاصلًا على شهادات عليا ومساهمًا في الحقل الأدبي بأعمال تناولت الواقع الفلسطيني بصدق وعمق.
من خلال عمله الأكاديمي والأدبي، سعى رفعت لإعادة القوة إلى المجتمع الفلسطيني عبر تمكين الرواية الشفوية وتوثيق الحكايات الفلسطينية، مؤكدًا على أهمية القصص في إثبات الحق في الأرض والهوية. كان يؤمن بأن القصص التي يرويها الفلسطينيون هي سلاحهم في مواجهة الاحتلال وأداة للحفاظ على تراثهم الثقافي والتاريخي.
استشهد رفعت العرعير وعائلته خلال الضربات الجوية الإسرائيلية في 6 ديسمبر 2023، في حادثة أليمة تُجسد معاناة الشعب الفلسطيني وتسلط الضوء على الثمن الباهظ للحرب. كان قد نشر قصيدة “إذا توجب أن أموت”، التي تركت أثرًا بالغًا وتُرجمت إلى أكثر من 40 لغة، ختمها برسالة أمل وإصرار على الحياة والمقاومة إلى الأجيال القادمة.
إن كان لا بدّ أن أموت
فعليك أن تعيش أنت
لتروي قصّتي
وتبيع كلَّ أشيائي
وتشتري قماشةً
وعُصباً
ولتكن بيضاء طويلة
حتى يرى طفلٌ في مكان ما من غزّة
السماء في عينيه
مُنتظراً أباه الذي رحل في لمح البصر
دون أن يُودّع أحداً
ولا حتّى جسده
ولا حتى نفسه –
يرى الطفل الطائرة الورقية، طائرتي
تُحلّق عالياً
ويظنّ للحظة أن في السماء ملاكاً
يُعيد الحبّ
إن كان لا بدّ أن أموت
فليأتِ موتي بالأمل
فليصبح حكاية
– رفعت العرعير